وطني الجميـــــلُ سقاني من جداولهِ
كرمَ الكـــــــــرومِ وأروى مقلةَ المطرِ
في جانبي الدهرُ منتصبٌ بــــــراحتهِ
وعلى المروجِ تجلّى البـطُ في الحدرِ
وتوددَ الســــــــــــــحرُ يلثمُه بوجنتهِ
ويكلل السفحَ بالآمــــــــــــالِ والفِكَرِ
وتمايل الخـــــــــــوخُ مبتهجاً بحلّتِه
في ســـهرةِ السّهلِ والسمانِ والقمرِ
وتهزهز الطيــــــرُ والأغصانُ تدفعُه
بمسيـــــــرةِ الشمسِ مفتوناً بلا حذرِ
في باله الشعرُ ملحمةً يســــــــجّلُها
لحضارةِ التيــــنِ والجُمّيزِ والصحرِ
وتنهدَ الصــــــخرُ يروي من صبابتِهِ
قُبَلَ الورودِ وروحَ العطرِ في الحجرِ
ويعـــــــــاودُ الدّرب مشـتاقاً لرحلتهِ
لقوافل المجدِ والأســــــــرارِ والوبرِ
قد زرَّعَ الصبرُ أزمنةً ببـــــــــــورتهِ
وتأمّلَ السدرُ ما في الحوضِ من عِبَرِ
وتزيَّنَ السفحُ بالأعشـــــــابِ تفرشُه
بُسُطٌ من الحبِ قد نُسِــجت من الدُّررِ
وتطايرَ المســـــكُ في سُحُبٍ يشيّعُها
شبقُ الربيعِ على الكثبــــــانِ والمُغُرِ
وبهامةِ السّـــــــروِ أسراراً يخبّئُها
من دفترِ الأُفقِ والأنســـــامِ والشجرِ
وتدحرجَ الجوزُ والآمـــــــالُ تسبقُه
ليلفلفَ القاعَ بالأشــــواقِ والحُصُرِ
وترقرقَ المــــاءُ يسري في خنادقِهِ
قبسٌ من الأمسِ ، قطعانٌ من البقرِ
في جنبهِ الزّهرُ مبتســــــــماً يغازلُهُ
بثقافةِ الطيرِ للأهــــــــدابِ والسّفرِ
يجري مع البعدِ أميــــــــــالٌ تعانقُهُ
ويهللُ البـــرقُ مندهشـــاً من الخبرِ
وتململَ البحرُ والأصــدافُ تُسمعُنا
بنشيدِها العذبِ أُغنيـــــةً مع السّمرِ
في بطنِهِ الخيــــرُ خطّى من منازلِهِ
وتقاذف الموجُ ما في البيتِ من صُررِ
قد خبّأ الليلُ في أعماــــــــــقِهِ دُرراً
سجدت مع البدرِ أشــــواطاً بلا خفرِِ
وتعذّرَ الصبحُ للأحبـــــــابِ يوقظهم
بعيونِه الزرقِ يطوي صفحةَ السّهرِ
ويُنبّهُ الطيرَ في الأعشـاشِ يُرسلها
في بيدرِ التبرِ أســــــــــراباً بلا حذرِ
يا موطنَ السّعدِ كم بيــديــكَ من دُررٍ
أسرى بها النورُ والديّــــــانُ للبشرِ
قد عُدِّدَ الذّوقُ والأشــــــكالُ ترسمُهُ
بصحيفةِ العيـــــنِ أضعافاً من النظرِ
ســـبحانك الله مُهدي كلَ تائــــــــهةٍ
ومشنشل الكونَ بالأسـرارِ والصورِ .
قصيدة في وصف الوطن - شعر عبدالهادي القادود
قطاع غزة - فلسطين
